ما يشفي صديقك قد يقتلك .. بقلم دكتورة جمانه قباني .. سوريا

قد يصاب بعض الأشخاص بالوسواس لأنّهم يعانون من نفس الاعراض التي يعاني منها أحد مرضى السرطان مثلا، عفانا الله واياكم ..لو كانت نفس الأعراض تعني نفس الأسباب لأصبحت ممارسة الطب بسيطة في متناول الجميع و لا تحتاج أي ذكاء خاص (يعني إربط بالأسهم بين الأعراض و السبب و انتهى الأمر) !

الامراض النفسية والعضوية

الحقيقة هي أنّ نفس الأعراض قد يكون لها عشرات إلى مئات الأسباب والأمراض الشديدة الإختلاف سواءا في نوعها و خطورتها و طريقة علاجها .. كما توجد أمراض نفسية لها نفس الأعراض للأمراض العضوية أو ما يسمى Maladie psychosomatique وأعراضها......

التشخيص

والتشخيص يعتمد على حزمة معلومات تبدأ بلائحة الأعراض التي يحكيها المريض للطبيب بناءا على أسئلة موجهة .. منها التاريخ المرضي للمريض ..لان خلاصة الإستجواب توجه الطبيب نحو لائحة كبيرة من الأمراض الممكنة قبل ان يقوم بفحص فعلي ميداني للمريض لحصر هذه اللائحة بتقليل عناصرها أكثر فأكثر .. فإذا توصل إلى التشخيص ينتهي الأمر .. و إذا لم يتوصل إلى التشخيص، تبقى دائما احتمالات كثيرة تؤدي إلى نفس النتائج التي توصل إليها الطبيب خلال الإستجواب و الفحص .. هنا يطلب الطبيب تحاليل وأشعة أو اختبارات أخرى موجهة قد تكون متسلسلة بهدف الوصول إلى التشخيص الدقيق بعد الربط بين مختلف النتائج وبالتالي ضبط العلاج الذي يتماشى مع كل حالة ..

عمليه التحقيق

هذه العملية هي أشبه بالتحقيق.. يعني أن الطبيب محقق و مريضه هو اللغز .... علي أن التحقيق الطبي أصعب بكثير لكثرة الفخاخ العلمية خلال استراتيجية التشخيص التي تعتمد على أللغوريتمات المعقدة ..
فحذار من طريقة التفكير الخاطئ :.. أنا لدي نفس هذه الأعراض إذن يجب أن أتلقى نفس العلاج .. العلاج المبني على الحكايات و الأعراض قد يشفي صديقك و يقتلك أنت..!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ممثـلة .. قصة قصيرة ..بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

مراحل خلق الانسان في القرآن الكريم .. بقلم دكتورة جمانة قباني إخصائية أمراض النساء والتوليد

إلى الذين يتحدثون عن أزمة المسرح . بقلم د يسري عبد الغني