يوسف كمال عاشق الفن والتقافة بقلم د. يسري عبد الغني

الامير يوسف كمال واحد من أبناء الأسرة المالكة فى مصر، وممن يمتلكون ثروة كبيرة وينفقون منها طوعاً وتطوعاً على العمل العام ، شأنه فى ذلك شأن الأمير عمر طوسون .

جيوم بلان

وأنفق من حر ماله فى تنمية عدد كبير من القرى فى صعيد مصر ، واشتهر بحبه للفنون الجميلة وشغفه بشراء اللوحات الفنية ، وكان يجوب العالم من أجل شراء القطع الفنية النادرة ليهديها للمتاحف .
ولما طرح النحات الفرنسى ( جيوم لابلان ) فكرة إنشاء مدرسة للفنون الجميلة تحمس لها الأمير يوسف كمال وأبدى دهشته من عدم سعى المسؤولين فى مصر لإحياء الفن المصرى ، وعزم على تنفيذ الفكرة وظل هو ولابلان يخططان لإنجاز المشروع ودام التشاور والدراسة لستة أشهر ..

مدرسة يوسف كمال 

وفى ١٣ مايو ١٩٠٨ كانت المدرسة التى أسسها يوسف كمال من حر ماله قد فتحت أبوابها لأصحاب المواهب ولم تشترط المدرسة تقديم مصروفات ، فقد كان الالتحاق بها مجاناً دون تقيد بسن ، بل كانت تتولى توفير أدوات الرسم بلا مقابل وكان القبول بها لا يحتاج سوى الخضوع لاختبار قبول .
وكان مختار فى طليعة من تقدموا ونبغوا فيها ومعه كوكبة من رواد الفن التشكيلى فى مصر، ومنهم المصور يوسف كمال والمصور محمد حسن .

رئيسا للجامعة

ومما يذكر للأمير يوسف كمال أنه فى عام ١٩١٤م عرضت عليه رئاسة الجامعة لكنه اعتذر واكتفى بأن يكون عضواً فى مجلس إدارتها ، وحينما اضطر حسين رشدى باشا للتخلى عن الجامعة اختير هو رئيساً لها ، وفى فترة رئاسته هذه كان يرسل النوابغ من طلابها للدراسة فى الخارج على نفقته الخاصة .
وحين تعرضت الجامعة لضائقة مالية بسبب الحرب العالمية الأولى تبرع لها بألفى جنيه ، وجدير بالذكر أن الأمير يوسف كمال هو حفيد محمد على باشا ، واسمه كاملاً يوسف كمال بن أحمد كمال بن أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا ، وهو أمير الأسرة العلوية وكان شديد الولع باصطياد الوحوش .
وقد جاءت الترجمة الشخصية للامير يوسف كمال فى كتابى ( صفوة العصر ) و ( دليل الطبقة الراقية ) لتوضيح ان نسبه كالتالى :

يوسف كمال باشا بن احمد كمال بن احمد رفعت بن ابراهيم باشا بن محمد على باشا ) 

وهو امير من الاسرة العلوية ورحاله جغرافى مصرى ، وكان شديد الولع بأصطياد الوحوش المفترسة ، وقد سافر فى سبيل ذلك الى افريقيا الجنوبيه وبعض بلاد الهند وغيرها ، كما احتفظ بالكثير من جلود فرائسه وبعض رؤوسها المحنطه وكان يقتنيها بقصوره العديده بالقاهره والاسكندرية ونجع حمادى مع تماثيل من المرمر ومجموعة من اللوحات الفنية النادره .
كما كان مغرماً بأحداث التاريخ وجغرافية البلاد ومن هنا أنفق على ترجمة بعض الكتب الفرنسية التي اختارها فنقلت إلى العربية وطبعت على حسابه منها "وثائق تاريخية وجغرافية وتجارية عن إفريقيا الشرقية" من تأليف مسيو جيان و"المجموعة الكمالية في جغرافية مصر والقارة" (13 مجلداً ) بالعربية والفرنسية وكتاب ( بالسفينة حول القارة الإفريقية ) ، و( رحلة سياحة في بلاد الهند والتبت الغربية وكشمير 1915 ) .

 من أغنى أغنياء مصر 

في عام 1937 قدر إيراده بمئة ألف جنيه وفي عام 1934 قدرت ثروته بحوالي 10 ملايين جنيه وكان في هذا العام أغنى شخصية في مصر ، بينما في عام 1948 كان يمتلك حوالي 17 ألف فدان تدر دخلاً يقدر ب 340 ألف جنيه في العام وأنفق الكثير من ماله أيضاً على ترجمة الكتب الفرنسية وطبعها على نفقته ، ومنح مقتنياته الإسلامية للمتحف الإسلامى وأهدى آلاف الكتب المصورة إلى دار الكتب وجامعة القاهرة...




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ممثـلة .. قصة قصيرة ..بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

مراحل خلق الانسان في القرآن الكريم .. بقلم دكتورة جمانة قباني إخصائية أمراض النساء والتوليد

إلى الذين يتحدثون عن أزمة المسرح . بقلم د يسري عبد الغني