تيارات فلسفية بقلم المفكر والفيلسوف محمود دسوقي
لعل تياراً من التيارات الفلسفيه لم يصادف من الاختلافات في تقديره مثلما صادف تيار النزعة السوفسطائية خصوصا في ما يتصل بمركز السوفسطائية داخل التفكير الفلسفي . وسوف اتناول الفكر السوفسطائي من زاوية اخري لم يتم تسليط الضوء عليها كثيرا الا وهي الشبه الكبير جدا بين النزعة السوفسطائيه وبين عصر النهضة .. ونزعة عصر النهضة تسمي نزعة انسانية لانها ارجعت المعايير للانسان وكذلك فعل السوفسطائييون اذ نقلوا البحث من الطبيعة الخارجية الي الانسان واخضعوا مصادر القيم الي الانسان نفسه .
الاثار الادبية اليونانية
وقد اهتم السوفسطائيون بالاثار الأدبية اليونانية وباستئناف التيار الأدبي الذي كان سائداً في بلاد اليونان من قبل ولهذا نراهم عنوا عناية كبيرة بالناحية الشكلية كالخطابة والنثر بل ان النثر الحقيقي في بلاد اليونان لم بنشأ الا في عصر السوفسطائيين..كما اننا نلاحظ ايضا اهتمام رجال عصر النهضة بالاثار الادبية القديمة وتميزهم بالنهضة الادبية فيما يتعلق بالخطابة والنقد والنثر .. واذا كانت حركة السوفسطائيين مفدمة لعصر قيام المذاهب الفلسفية الشامخة في بلاد اليونان فان الحال كان كذلك في عصر النهضة الاوروبية اذ كان رجالها مقدمة لقيام المذاهب الفلسفية الشامخة في الحضارة الاوروبية ..
حركة السوفسطائيين
اقرب شبها بالقرن الثامن عشر منها الي عصر النهضة فكلا العصرين ونعني بهما القرن الخامس قبل الميلاد بالنسبة للحضارة اليونانية والقرن الثامن عشر الميلادي بالنسبة للحضارة الاوروبية فنقول ان هذين القرنين يتصفان بصفات متشابهه وهذه الصفات تتلخص في كلمه واحدة وهي التنويير .....
خصائص مرحلة التنوير
ومن اهم خصائص مرحلة التنوير الايمان بالتقدم المستمر نحو الغاية الاصلية للانسان وجعل العقل ليكون الحكم المطلق في كل شئ واخضاع كل العقائد والتقاليد الموروثة لحكم العقل كذلك النزعة الفردية التي جعلت الفرد من حيث حريته واستقلاله ليصبح الاساس لكل تقويم سواء كان ذلك في الفن ام الاخلاق ام في العلم والدين وهذا يدفعنا الي القول بان قرن السوفسطائية هو قرن التنوير في الحضارة اليونانية ..
فن الخطابه
وبالرجوع الي كتاب ( الفلسفة عند اليونان ) للدكتورة اميرة حلمي مطر.. الطبعة الثانية.. تقول: (( في ضوء كل هذه التحولات السياسية كان لا بد ان يحتل فن الخطابة بالذات محل الصدارة بين سائر الفنون اذ اصبح من اهم وسائل التاثير علي جماهير الناس لاكتساب أغلبية الاصوات في الانتخابات والمجالس الشعبية, وقد نشات طائفة السوفسطائيين لتقوم بتلبية حاجات الناس الي المعرفة بهذه الوسائل التي لا غني عنها للنجاح في الحياة العامة وكان اكثر السوفسطائيين من المتخصصين في علوم اللغة والخطابة والجدل ولم يكن اسم السوفسطايين يشيرالي اي معني سئ وانما كان يعني المُعلم والحكيم لذلك عدت فلسفتهم ثمرة للحياة الديموقراطية في اثينا كما عدت تعبيرا قويا عنها وجاءت كما اشرنا تعبيرا قويا عن النزعة الفردية ويتجلي هذا خاصة في نظرياتهم السياسية والاخلاقية والتربوية..
الخلاصة
اذن خلاصة القول ان فلسفة السوفسطائيين انما تعد حلقة اتصال في غاية الاهمية بالنسبة لتاريخ الفلسفة اليونانية ذلك انهم نقلوا مشكلة البحث من عالم الطبيعة الي عالم الاخلاق والسياسة فكانوا اول من انزل الفلسفة من السماء الي الارض لتعكس المضمون الجديد للاتجاهات السياسية والاجتماعية الجديدة بمضمون تنويري ساد القرن القرن الثامن عشر في فرنسا خاصة مع فولتيير وروسو وديدرو وذلك عقب الثورة الصناعية التي قامت في اوروبا ...... في الحلقة القادمة اتناول معكم ازمة السوفسطائيين عند كبار الفلاسفة المحدثين مع خالص تحياتي ..

جميل اوي
ردحذفحضورك الاجمل
حذف