زايد الامارات عطاء بلا حدود.. بقلم المؤرخ والشاعر طارق فريد

الحديث عن المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان أمر محبب لكل نفس سويه لما له من مآثر ومكانه سامية في قلوبنا جميعا وليسست قلوب ابناء الامارات فحسب فقد سطر الراحل الخالد بحروف من نور تاريخ دولة معاصرة تواكب الان كل رموز الحضارة والتقدم والازدهار بما فعله لشعب كان مفككا منقسما علي نفسه فوحده وجعله صفا واحدا ليواكب عصور التطور ويجد لنفسه مكانه علي خريطة الدول المتقدمة .. 

تاريخ زايد

وقد أثرت في كتابي هذا ان ان اقدم صورة حيه ومشرقة لتاريخ الزعماء الذين تركوا بصمة خير وعطاء علي الشعوب العربية والاسلامية منذ تسلمه مقاليد الحكم في امارة ابو ظبي في السادس من اغسطس عام 1966 وحتى وفاته في مثل هذه الايام بشهر رمضان الكريم عام1424هـ ومازلت اذكر هذا اليوم جيدا حين كنت في بلدته (بدع زايد ) حيث كان اعلان وفاته مدويا في الشارع قبل اذاعته تليفزيونيا بدقائق وبعد الافطار حوالي الساعة السابعة والنصف تقريبا .. كان زايد رحمه الله نموذجا يحتذي به الحكام والزعماء في الاخلاص للامانه والرعية من شعبه .

استهل زايد مشواره في صباه فصار حاكما علي العين ثم ابو ظبي وكلن له الدور الأبرز والعظيم في اعلان اتحاد الامارات العربية المتحدة والكثير منا لا يعلم انه وجه الدعوة الي قطر لتنضم الي الاتحاد لكنها فضلت ان تكون دولة مستقلة ..

حياة زايد

مرت حياة زايد الامارات بمرحلتين الاولي كانت ذات طابع اسلامي حين حفظ القران الكريم ليدرك منه التسامح والمحبة وفعل الخير للجميع والثانية حين ظهر شغفه بصيد الصقور وركوب الخيل والهجن والرماية فاستمد الكثير من صفات البادية واتقن فنون القتال لكنه في نفس الوقت ولع بالشعر والادب ووقائع العرب ..

ويؤكد الرحالة البريطاني مبارك بن لندن في كتابه (الرمال العربية ) ان زايد رب اسرة كبير يجلس دائما للاستماع الي مشاكل الناس ويقوم بحلها ويخرج من عنده المتخاصمون في هدوء وكلهم رضا باحكامه التي تميزت بالحكمة والذكاء والعدل ..

زايد في عيون المؤرخين والرحالة

بينما يقول العميد بوستيد وهو الممثل السياسي البريطاني في كتابه ( ريح الصباح ) لقد دهشت كثيرا من الجموع التي تحتشد حول زايد في البريمي (( بلدة تقع علي حدود سلطنه عمان من جهة امارة العين )) انه رجل مرموق يحيط به البدو في احترام واهتمام لطيف الكلام مع الجميع وسخي جدا بماله .. كما يبرز بوستيد دهشته ايضا في كل ما انجزه زايد في بلدته العين والمنطقة كلها لمنفعة شعبه ..اما النقيب البريطاني انطوني شبرد فيقول في كتابه ( مغامرة في الجزيرة العربية ) يصف زايد ومكانته بين مواطنيه قائلا (( كان رجلا يحظي باعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمي وهو بلا شك اقوي شخصية في الدول المتصالحة وكنت اذهب لزيارته اسبوعيا في حصنه فيعرض علي وضع السياسة المحلية باسلوب ممتاز واذا دخلت عليه باحترام خرجت في احترام اكبر , لقد كان واحدا من العظماء القلة الذين التقيتهم واذا لم نكن نتفق دوما فالسبب هو جهلي)) ..


 لكم مني كل الاحترام والتقدير .. المؤرخ والشاعر \ طارق فريد........

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ممثـلة .. قصة قصيرة ..بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

مراحل خلق الانسان في القرآن الكريم .. بقلم دكتورة جمانة قباني إخصائية أمراض النساء والتوليد

إلى الذين يتحدثون عن أزمة المسرح . بقلم د يسري عبد الغني