دعوات المنظمات العالمية بمساواة المرأة بالرجل حق أريد به باطل .. بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

 دعوات المنظمات العالمية بمساواة المرأة بالرجل حق أريد به باطل .. بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

جاء الاسلام ليكرم بني البشر جميعا وخاصة المراة التي تختلف طبيعتها مهنيا وطبيعيا ونفسيا عن الرجل فكانت المراة قبل الاسلام مهانة بشكل عام في شبه الجزيرة العربية وبغض النظر عن وأد البنات الذي كان سائدا عند بعض قبائل شبه الجزييرة العربية وليس عمومها فان بعض القبائل جاء الاسلام ليكرم بني البشر جميعا وخاصة المراة التي تختلف طبيعتها مهنيا وطبيعيا ونفسيا عن الرجل

المراة قبل الاسلام

 فكانت المراة قبل الاسلام مهانة بشكل عام في شبه الجزيرة العربية وبغض النظر عن وأد البنات الذي كان سائدا عند بعض قبائل شبه الجزييرة العربية وليس عمومها فان بعض القبائل ايضا كانت ترث المراة نفسها اذا مات زوجها وكانها ضمن مقتنيات الميراث وحدد القران الكريم تلك النظرة الدونية للمراة بقوله تعالي ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) ))

تحرر المراة افسد الاسرة المصرية

ومع ذلك فنجد هذه الايام عدة مفاهيم خاطئة عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمراة فاخذت تلك المفاهيم والتفسيرات الخاطئة تلحق الاذي والضرر بنسيج الاسرة ومنها موضوع الندية والمساوة بين الرجل والمراة في المجتمعات الحديثة التي تتخذ من تحرر المراة وعولمة طبيعة خلقها ووجودها ليتناسب مع المجتمعات الاوروبية التي تختلف عنا عقائديا وبيئيا واقتصاديا واستعل هؤلاء الدعاة بالمساواة والحرية اساليب جعلت من المراة تتحرر من اصول وظيفتها الاساسية التي خلقت لها فوصل فكر تلك النسوة الي التمرد والعناد وعصيان امر الزوج .فاصبح التفسير وفق منهج عولمة العصر الحديث خارجا عن حدود الدين وتعاليمه وشرائعه…اكتسحت النساء سوق العمل وحصلن على السفر بدون اذن الزوج واكتظت المحاكم بقضايا الخلع والطلاق وتشرد الملايين من الابناء لاسباب لخصوها في اهانة المراة والنفور والاحوال الاقتصادية والخشية من عدم تطبيق شرع الله لتحصلن على الطلاق او الخلع ورصد الباحثون قضايا كثيرة يكون فيها جشع المراة وجموحها سببا رئيسا في طلب الانفصال عن الزوج ..

نساء فاشلات اصبحن معقدات

واعود لموضوعي واقول ان المرأة العنيدة التي تحسب الرجل نداً لها هي امراة غبية فكل الفاشلات ممن يبحثن عن كيان واهم لهن او يتحررن من رعاية رجل جعلته الشرائع قواما عليهن والزمتهن بطاعته فيما لا يغضب الله اصبحن مطلقات او نساء معقدات !! نساء انفلتت عقيدتهم فغابت عنهن رجالهن ..ففي الماضي كنا نرى الام تنصح ابنتها عند الزواج ان تحسن لزوجها وتصبر عليه في شدته وتحثها على طاعته وتتقي الله فيه لانه بابها الي الجنة اما الان فنري الام تقول لابنتها ( اياكي ان يهينك او يسبك حافظي على كرامتك ولو قل ادبه عليكي ماتسكتيش لو قالك كلمة اديله عشرة ) بل ان رجال الدين انفسهم لا يملون من حديثهم عن حقوق الزوجة ولا يخلوا برنامج لاي داعية عن احاديث الرسول صلي الله عليه وسلم ومنها رفقا رفقا بالقوارير واستوصوا بالنساء خيرا وكأنهم نسوا عن عمد حق الزوج ووجوب طاعة الزوج وكأن الرجال جميعهم جهلاء لا يدركون قيمة المرأة ودورها في بناء الاسرة السليمة التي هي نواة المجتمع السليم كما صار معظم الرجال يرون ان قوانين الاحوال الشخصية ظلمت حقوق الرجل ظلما كبيرا ..

الام مدرسة ولكن!

وحتي الشاعر حافظ ابراهيم حينما قال ( الام مدرسة (اذ) اعددتها اعدت شعبا طيب الاعراق ) اشترط هنا الشرطية في (اذ) فليس كل الامهات وليس كل النساء صالحات حتى وان اقمن الصلاة واهملن الزوج والابناء ورعايتهم فهم واقعات في شرك كبير والاغرب من يكرر لنا في كل حلقة ان الزوجة ليست مكلفة بخدمة زوجها وانها تفعل ذلك كمن يمن علي الرجل !

الاعلام أفسد المراة المصرية

الحقيقة ان هؤلاء جميعا سواء اعلاميين او دعاة يعكرون صفو العلاقات الزوجية بكلامهم هذا اكثر مما يدعون الي المودة والرحمة بين الزوجين فلما هذه الندية في العلاقة ولما هذا الخلط وقد اوضح الله عز وجل في قرانه الحكيم ان الرجال قوامون على النساء ليس بما انفقوا فحسب بل للرجال عليهن درجة والحق يقال وقد يختلف معي كثيرين ان فكرة المساواة بين الرجل والمراة ليست موجودة اصلاً في الاسلام بل انا القران خاطب الرجال اكثر مما خاطب النساء من منطلق قوامة الرجل ومسؤوليته عن رعيته وزوجته واعطي للرجل حق تأديب المراة سواء بنصحها او بهجرها او بضربها ضربا غير مبرحا وليس كما يقول مشايخ العصر كمن يضرب بسواك! كما اني لم اشاهد احدا من هؤلاء يحدث النساء عن ضرورة احترام حقوق الزوج وواجب طاعته كما يحدثوننا في كل حلقة او برنامج عن حق الزوجة على الزوج.

دعاة الفتنة 

هؤلاء وضعوا المرأة وكانها تتزوج للفراش والحفاظ علي التناسل فقط او للمتعة فقط ونسوا ان المراة ايضا تتمتع بالرجل ولها رغبة جنسية كما الرجل وان كانت اقل والحق ان فكرة الزواج نفسها بهذا الطرح ان الرجل يتزوج المراة من اجل المتعة فقط هي فكرة مهينة للمراة وانسانيتها وادميتها اكثر مما تفيد مصالحها وترسخ من قيمتها بالمجتمع فكم من الرجال لا يستطيب الا زوجته متاعا له ويرفض رغم علو امكانياته المادية ان يتزوج عليها بدافع حبه وعشقه لها . كما ان فكرة التعدد بمفهومها المطروح من علماءنا الاجلاء تتنافي مع مضمون التعدد ويستند هؤلاء على قوله تعالي وان خفتم الا تعدلوا فواحدة) ففكرة الخوف هنا من عدم العدل لا تعني تحريمه ويقصد بها العدل المادي وحسن المعاملة فلا يوجد رجل يستطيع العدل في مشاعره وحبه حتى الرسول صلي الله عليه وسلم كان يميل اكثر الي السيدة عائشة رضي الله عنها فلما نحارب التعدد بمفهوم خاطئ له ؟

قوانين وضعية ظلمت الرجل

وفي سياق اخر لم يخبرنا هؤلاء كما لم تخبرنا قوانين الاحوال الشخصية كيف للرجل ان يؤدب زوجته اذا شزت واصبحت ناشز فلا توجد قضية طاعة في محاكم بلادنا تم تنفيذها في السنوات الاخيرة لان القانون يشترط غياب الزوجة عن بيتها لمدة لا تقل عن شهر والاغلب ان الزوج هو من يترك بيت الزوجية كارها لحياته مع امراة عنيدة او متسلطة او ناشز لا تطيع زوجها ولا تخضع له بينما الزوجة تستطيع ان ترفع ثمان قضايا على زوجها لذلك فلا غرو ان نرى مصر تسجل اعلي معدلات الطلاق ليس في العالم العربي فقط وانما على مستوى العالم ففي كل يوم تقع 250 حالة طلاق حتى بلغ عدد المطلقات لدينا اكثر من 10 ملايين مطلقة يقابلهم 9 مليون طفل ضحايا الانفصال وذلك حسب تقرير الامم المتحدة الاخير والذي اشار الي ارتفاع حالات الطلاق في مصر من 7 % الي 40 % في السنوات الاخيرة … وتلك الارقام تحتاج وقفة من جهتنا التشريعية والدينية فلا بد من وقف جماح واستبداد بعض السيدات وليس كلهن بالطبع…

الاسلام لم يساوي بين الرجل والمراة 

قد يغضب كثير من النساء من كلامي او من طرحي هذا ولكن كان يجب التحذير والتنويه فمقالي هذا ناقوس خطر يهدد كل اسرة لذا وجب الحفاظ على ماتبقي منها وليعلم الجميع بان اسباب كثيرة ودوافع شخصية لها علاقة بالمصلحة المادية وراء تدفق حالات طلب الطلاق والخلع بمحاكم الاسرة ولا ابالغ ان قلت ان كثيرا منها تقع فيها مسؤولية الفشل على المراة التي لم تعد تعترف بتبعيتها ولا بحق طاعتها للزوج فاصبح التحرر من سيطرة الرجال التي هي بالاصل نابعة من قوامته قيدا وسجنا لغالبية كثيرة منهن فقادتهن الي انحراف فكري وعقائدي وتلك الشريحة وجدت في قوانين الخلع والاسرة الجديدة وسيلة لتحقيق اكبر المكاسب على حساب الزوج وفي النهاية تبقي المودة والرحمة رابطا بين الزوجين المتحابين الحريصين على مصلحة الابناء ويظل على رجال الدعوة ومشايخ العلماء التخفيف من حدة الندية بين الرجل والمراة وتوجيه النساء الي ضرورة طاعة الزوج ومساندته بالصبر عليه فبعض الطموح جموح والتحلي بالرضا والقناعة بدلا من هدم مستقبل اسرة بكاملها …

القوامة ليست انفاق فقط!

واخيرا نرى ابن كثير يستدل بالقرآن لتفسير القرآن وهو أصح التفسير؛ أن يفسر القرآن بالقرآن، فقد بدأ القرآن بحق المرأة أولًا فقال: {وَلَهُنَّ}، ثم ثنى بحق الرجال وقال: {عَلَيْهِنَّ} ومع التساوي في الحقوق والواجبات والتساوي في الخضوع لأحكام رب الأرض والسماوات، يبقى التقرير الإلهي: وللرجال عليهن درجة، وقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} فلا بد من وجود هذه الدرجة لا لتستمر المعركة بين الرجل والمرأة، ولا لتحقيق مكاسب لصالح طرف؛ وإنما لصالح النفس الإنسانية بشقيها الرجل والمرأة على السواء وهذه الدرجة للرجال ليست من كسبهم وإنما هي من عطاءات الله لهم لعلمه سبحانه بهم وبما يصلح من شأنهم وشأن من تولوا أمرهم… نسال الله الهدايا والطاعة لنا جميعا اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا وزدنا قناعة وقربنا الي ازواجنا وزدنا مودة ورحمة ورفقا بزوجاتنا …….. (( طارق فريد))

المراجع والمصادر:

1- تفسير الحاوي 2- تفسير بن كثير 3- تفسير بن حجر 4 – صحيح البخاري 5- سنن ابي داود كانت ترث المراة نفسها اذا مات زوجها وكانها ضمن مقتنيات الميراث وحدد القران الكريم تلك النظرة الدونية للمراة بقوله تعالي ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) ))

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ممثـلة .. قصة قصيرة ..بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

مراحل خلق الانسان في القرآن الكريم .. بقلم دكتورة جمانة قباني إخصائية أمراض النساء والتوليد

إلى الذين يتحدثون عن أزمة المسرح . بقلم د يسري عبد الغني