الي عرفات الله.. حكاية احمد شوقي مع عباس حلمي الثاني
كتبها احمد شوقي اعتذارا للخديوي عباس حلمي
نلاحظ في الأغاني المصرية ما يوثقها منذ عصر الفراعنة والغناء للآلهة في المناسبات الدينية الخاصة بهم، وصولا إلى الاحتفال بموسم الحج وبالحجيج الذاهبين إلى الأراضي المقدسة.. الى عرفات الله واحدة من ضمن الأغاني المرتبطة بموسم الحج من كل عام، إن لم تكن أشهرها، فالأغنية التي تغنت بها أم كلثوم لأول مرة في عام 1951، لتبقى لنا عملا خالدا نذكره كل عام ونذوب فيه وفي كلماته، وراءها قصة كبيرة طريفة يعود تاريخها إلى أكثر من قرن.
القصيدة كتبها الشاعر أحمد شوقي عام 1910 وأهدها للخديوى عباس حلمي الثاني بن محمد توفيق، الذي كان مقربا منه، وبدأها بـ«إلى عرفات الله يابن محمدٍ عليك سلام الله في عرفات»، والقصد من وراء كتابتها كان المديح اعتذارا للخديوي بعدما هرب شوقي من مصاحبته فى أداء فريضة الحج....
يقول حسين شوقي في كتابه «أبي شوقي»: الخديوي عباس حلمي الثاني قرر أن يذهب إلى الحج مصطحبا معه أسرته وكان من الطبيعي أن يطلب من شاعره وصديقه أحمد شوقي الذهاب معه وداعبه قائلا: إنه سيركب حصانا مطهما هدية منه إليه ولم يملك أحمد شوقي الرفض فصحب الموكب إلى صحراء العباسية ومن هناك فرّ تاركا الموكب قبل أن ينتبه الخديوي عباس حلمي الثاني، وعاد أحمد شوقي إلى القاهرة وكتب هذه القصيدة وأرسلها معتذرا إلى الخديوي.
فشوقي قال في قصيدته «إلى عرفات» بأن الخديوي قد خيره بين السفر بسفينة البحر أو مطية البر، لكنه اعتذر عن هربه متعللا بضعفه وداعيا له بأن يذهب ويعود سالما....
ولكن الشاعر الكبير الذي لم يكن في سريرته يرغب في الذهاب لأداء الفريضة، لم يستطع أن يصرح للخديوي بذلك عبر عن سببه الحقيقي للإحجام في بيته: «ويا رب هل تغني عن العبد حجة وفي العمر ما فيه من الهفوات؟...
وعلى الرغم من أن القصيدة التى تتألف من 63 بيتا تضم كثيرا من الأبيات فى مديح الخديوى ووصف موكبه، إلا أن اختارت أم كلثوم منها 25 بيتا فقط قام بتلحينها رياض السنباطى، لتبقى لوحة فنية تصور حالة الشوق لمن يتمنى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأداء فريضة الحج....
تعليقات
إرسال تعليق