زمن الملك فاروق في عيون المؤرخين في الحلقة الخامسة من كتابي من يؤرخ لمصر ؟
صاحب الجلالة الملك فاروق الاول
اول من تلقب بحضرة صاحب السمو الملكى الامير فاروق وامير الصعيد و بعد ما جلس على عرش مصر اصبح لقبه الرسمى " حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الاول ، ملك مصر و السودان و صاحب النوبة ودارفور و كوردوفان .. تولى الحكم فى 28 ابريل سنة 1936 كانت اخته الاميره فوزيه امبراطورة ايران من سنة 1941 لسنة 1945 فى فترة زواجها من محمد رضا بهلوى شاه ايران. فاروق الاول هو ابن الملك فؤاد الاول و حفيد محمد على باشا باني و مؤسس مصر الحديثة ، أكمل تعليمه فى الاكاديمية الملكية العسكرية فى انجلترا وتولى الحكم وعمره 16 سنة تحت مجلس وصايه ، واول ما توج قام بتوجيه خطاب للشعب فى الراديو فكانت اول مرة فى مصر ان الملك يوجه فيها خطابه للناس بشكل مباشر .وتوفى فى منفاه فى ايطاليا سنة 1965 ودفن في مقابر اسرة محمد علي بمسجد الرفاعي وبموافقة الرئيس السادات الذي سمح بنفل رفاته الي مصر كما اهداه هتلر سيارة كاد ان يموت فيها عندما تعرض لحادث عند القصاصين حيث اعترضته مقطورة انجليزية عسكرية وكان معروفا عنه ميوله لدول المحور والمانيا في الحرب العالمية الثانية .
اخر سلالة محمد علي
والملك فاروق اخر السلالة الشائكة في مصرالذي تجاهلته مناهجنا ولم تنصفه وكيف تنصفه وقامت ضده ثورة 23يوليو ؟ فاكتفت بالسلبيات فقط . وهو امر طبيعي فكل الحركات العسكرية التي انقلبت على الملكية طبيعي جدا ان تشوه عهد الملكية وتقيم له المحاكمات الثورية لكن حركة الضباط الاحرار في مصر لاقت رواجا وتأييدا شعبيا فتحولت الي ثورة عظيمة بالمنطقة العربية بما اعلنته من اهداف وطنية وقومية فكان لها السبق والريادة في حث ومساندة حركات التحرر ضد الاستعمار في العالم العربي والافريقي ...
ولسنا في مجال للحديث عن ثورة يوليو واعمالها لكن الانصاف يفضي بنا الي الاعتراف بما حققته من انجازات فلها مالها وعليها ماعليها من اخفاقات حتى لا يظن القارئ اننا نهاجم ثورة يوليو فالثورة المصرية حققت مشروعات اجتماعية واقتصادية عظيمة ومبهرة عادت بالنفع على جميع طوائف الشعب . لكننا نسلط الضوء هنا علي حياة واعمال الملك فاروق الذي غيبته مناهج التعليم في مصر عن مسرح احداثها وصورته بالسكير صاحب النزوات النسائية وكأن النساء اختفين من حياة رجال الجيش اصحاب الثورة !
يقول الدكتور حسين حسنى باشا السكرتير الخاص للملك فاروق في كتابه ( سنوات مع الملك فاروق )عن الاحتفال بتنصيب الملك فاروق في 29 يوليو عام 1937فيقول (( ولقد كانت حفلات تولية الملك عيدا بل مهرجانا متواصلا لم تر البلاد له مثيلا من قبل ولم يسبق ان ذخرت العاصمة بمثل مااحتشد فيها خلالها من جموع الوافدين اليها من أقصى انحاء البلاد ومن الخارج للمشاركة في الاحتفاء بالملك الشاب او لمجرد رؤية موكبه للذهاب إلى البرلمان ولتأدية الصلاة او لحضور العرض العسكرى او لأجتلاء الزينات التى اقيمت في الشوارع والميادين وعلى المبانى العامة والخاصة كما شهد القصر فيها مالم يشهده من قبل من ازدحام فاضت به جوانبه وجوانب السرادق الكبير الذى اقيم في ساحته لأستقبال المهنئين يوم التشريفات التى امتدت ساعتين اطول مما كان مقدرا لها ، وظل الملك خلالها واقفا على قدميه لمصافحة كل فرد من المهنئين مما جعله يطلب فترة قصيرة للراحة وفضلا عن ذلك فأن ممثلى تلك الجموع من مختلف الفئات والهيئات دعوا إلى حفلة الشاى التى اقيمت بحديقة القصر في اخر ايام الحفلات واخذ الملك يتنقل بين الموائد المختلفة لتحية المدعوين قبل ان يأخذ مكانه على المائده الكبرى وسطهم ، وقد كان سعيدا كل السعادة بما تم على يده من فتح جديد في تقاليد القصر وما كان يحوطه به الشعب من مظاهر وتجاوب معه))
قالوا عن فاروق
كما تصور لنا الدكتورة لطيفة محمد سالم استاذ التارخ الحديث والمعاصر في كلية الاداب بجامعة بنها في كتابها ( فاروق الاول وعرش مصر) رؤيتها و كيف كان فاروق محبوباً بشدة من الشعب المصري، وكيف عمل على تدعيم ومد أواصر المحبة بينه وبين الشعب. كما انها تترصد كل خطوات الملك فاروق، وتجعلها تصب في إطار واحد وهو بحثه عن الزعامة بأي شكل ، ومعاداته وكراهيته لحزب الوفد عموماً ولمصطفى النحاس رئيس الحزب خاصة ، فإنفاقه على الفقراء، وصلاته في المساجد، وزيارة العمال، ورعاية الطلاب، والمظاهر الدينية والإنسانية التي كان يهتم بها جل الاهتمام تراها الدكتورة لطيفة نابعة من هدفه للوصول إلى قلب المصريين والسيطرة عليهم روحياً كما أنها ترى أن علاقاته بالعالمين العربي والإسلامي كانت نابعة من رغبته في تنصيب نفسه خليفة للمسلمين، واستعادة الخلافة الإسلامية بعد سقوطها في تركيا وان كنت اختلف معها في هذا الطرح الاخير لان الدول الغربية كانت في اوج مجدها ولا يمكن لحاكم عاقل ان يذهب بفكره بعيدا الي هذا الحد كما ان فكرة الخلافة والعاطفة الدينية كانت قد ركدت عند المصريين وحلت محلها الفكرة الوطنية فكرة الوطن الأم مصر ..
وان كان هناك اتهامات بالفساد الملكي فسأورد لكم مثالا اخر من فساد زعماء المصريون انفسهم المتصارعون على السلطة وهو احد اهم رجال هذا العصر انه النحاس باشا زعيم حزب الوفد بعد سعد زغلول وصاحب اقوى نفوذ بصراعه مع الملك فاروق وهو مايوحي بممارسة ديمقراطيه فعليه واحترام متناه للدستور من قبل الملك . فيروي لنا الكاتب كامل مرسي في كتابه ( اسرار مجلس الوزراء )
النحاس باشا
(( سجل النحاس رقما قياسيا في تولي رئاسة وزراء مصر فقد ترأس الوزارة سبع مرات واطلق عند تشكيلة وزارتة الثالثه شعار ( لاحزبية بعد اليوم ) ولكن الملاحظ انه بعد عقد معاهدة 1936 بدأ يسير سيرة حزبية مطلقة ، واخذت وزارتة تميز المنتمين الى الوفد عن سواهم . وظهر ذلك واضحا فى التعيين للوظائف والترقيات فيها ، وفى فصل كثير من العمد والمشايخ تلبية لرغبات انصارها وبخاصة الشيوخ والنواب . وكان ان حلت الحزبية محل القومية وتحكمت سياسة الاهواء ، ولم يقتصر الامر على تمييز المنتمين الى الوفد بل امتدت فى كثير من الحالات الى مجاملة ذوى القربى فأجتمعت المحسوبيات العائلية الى المحسوبيات الحزبية. واستفحلت هذه الاوضاع حتى فى مجال الانعام بالرتب والنياشين ،الامر الذى ادى فى النهايه الى استحداث طبقة من محترفى السياسة وطلاب المنافع ، وظل الامر هكذا وبالا تعانى منه مصر على امتداد تاريخ الوزارات الحزبية .))
كما استحدثت الوزارة مايسمى بفرق ( القمصان الزرقاء ) ، وكانت فى الاصل تشكيلات منظمة تهدف الى النهوض بالروح الرياضية بين الشباب ، ومالبثت ان صبغت بصبغه سياسية وصارت اداة لأرهاب خصوم الوفد السياسيين واخذت تتسلح بالعصى والخناجر وتعتدى على اجتماعات المعارضين . وقد بذلت محاولات لتهدئة الصراع بين الملك والوزارة ، والذى لم يهدأ على امتداد عمر هذه الوزارة ( 5 اشهر ) وذلك عندما اقترح رئيس الديوان الملكى تأليف لجنة تحكيم تضم عددا من رؤساء الوزارات السابقين لحل المشكلات التى اثيرت بين الوزارة والملك ، ومع قبول الوزارة لفكرة التحكيم الا انها رفضت التشكيل المقترح للجنة ورأت ان تقوم لجنة برلمانية بدور التحكيم ، وكان من الطبيعى ان يرفض القصر هذا الاقتراح ، بأعتبار ان البرلمان يغلب عليه الطابع الحزبى .
صراع القصر مع وزراة النحاس
وسأعطيكم مثالا آخر لاستخلاص مدى الندية بالعلاقة ببين الوزارة والقصر من خلال تلك الحادثة التي نستنتج منها مدي احترام الملك لتطبيق الديموقراطية بشكل دستوري ...بسبب رغبة بعض دوائر القصر اقامة احتفال دينى بتتويج الملك فاروق الا ان الوفد وكان يمثل حزب الاغلبية وصاحب الوزارة رفض هذه الرغبة .. وانقسم الرأى العام الى فريقين .. فريق يؤيد القصر والملك بحجة انه مادام دين الدولة هو الاسلام فليس هناك مايمنع من تتويج الملك فى احتفال دينى . ويرفض الفريق الاخر الفكرة بأعتبار انها ليس لها شكل دستورى .. كما انها فى حد ذاتها تمثل تحديا مباشرا للذات الملكية وقتها ....
غموض وتضارب وتناقض الأراء
وللتدليل حول الغموض الذي شابه سيرة فاروق ايضا اروي لكم حديثا غريبا افردته قناةmbc الفضائية يوم 9 يوليو 2007 دار حول مسلسل فاروق ملكا للكاتبه الدكتورة لميس جابر فتقول (( هناك تاريخاً كاملاً غير حقيقي، وكله إساءات أخلاقية، وهذا التاريخ يبدأ من ثورة يوليو. وأن حياة الملك الشخصية تم تزويرها، وتذهب لميس إلى حد القول: إن أكبر إساءة وجهت لمصر وشعبها هو ما كتب ونشر عن الملك فاروق، وعن علاقاته الجنسية ونهمه للطعام والملذات. وأن الذين كتبوا عن الملك أساؤوا لمصر )) ويعزز كلامها أحمد المسلماني ليبدأ بتحية الشبكة المنتجة للمسلسل، لأنهم يزيلون ما علق بأسرة محمد علي وآخر ملوكها فاروق من ظلم.. ثم يقول بصوت مرتفع إن ثورة يوليو أهالت التراب على وجه فاروق وأسرة محمد علي، وكأن تاريخ مصر يبدأ فقط من عام 1952، وقد ظل الملك بعد انتزاع العرش منه مغموراً ومجهولاً، ولم يعرف المصريون عنه إلا كل ما هو سيئ. ...
ثم ينفي المسلماني تهمة الديكتاتورية والفساد عن الملك الفاسد، ويعتبر أنه نجح في امتحان السلطة، وخاض حرب فلسطين، وأنه لم تكن هناك أسلحة فاسدة!.. ثم يعلن المسلماني إن مسلسل (الملك فاروق) سيجعل الناس يكتشفون أن من جاء بعد فاروق ليس بأفضل من فاروق! بل إن عداً تنازلياً بدأ منذ عام 1952، ثم يختتم هذا المؤرخ بالقول: إن الثورة المصرية سممت الملك، وأنها لو كانت تحظى بشرعية حقيقية لما تصرفت بهذه القسوة مع الملك!.
وكان لقب الملك فاروق حين تولي العرش (ملك مصر وصاحب السودان وكردفان ودارفور) ولم يلقب بملك مصر والسودان الا بعد الغاء معاهدة 1936 وكان ذلك عام 1951 .. وكان الجنيه المصري الورقي يعادل جنيه ذهب + قرشين صاغ ومن الطريف في هذا الامر ان الملك فاروق حاول ان يكون قبض الموظفين بالجنيه الذهب بدلا من الجنيه الذهب فقام الموظفون بعمل اضراب كي لا يخسروا القرشين صاغ ..
ومما لايعلمه الكثيرون ان جريدة الاهرام نشرت حلقتين فقط من مذكرات الملك فاورق التي كتبها في ايطاليا ونشرتها صحيفة «إمبايرنيوز» البريطانية بعنوان «ذكريات فاروق».. في 12 حلقة كاملة..و التقطت جريدة الأهرام طرف الخيط الثمين.. فقامت بترجمة الحلقة الأولي من المذكرات وطلبت من الرئيس محمد نجيب أن يرد عليها.. فماذا كتب فاروق؟
نقلا عن جريدة صوت الوطن في 9ديسمبر 2013 م كانت الكاتبة سهير حلمي أعدت كتاباً وثائقياً عن فاروق أصدرته مؤسسة الأهرام وقدمت مذكرات فاروق بتصرف في الحلقتين التي نشرتهما الأهرام فيقول فيها فاروق (( إن أعضاء الجناح السري للإخوان المسلمين هم الذين يقفون الآن وراء نجيب، فهم يستخدمون الأموال التي أمدتهم بها السفارة الروسية بالقاهرة، فالانقلاب الذي كلفني عرشي لم يقم به نجيب بتخطيطه علي ضوء شمعة في خيمته العسكرية، وإنما تم بتخطيطه لحسابه بواسطة مجموعة من المستشارين الأجانب، فقد أرادت روسيا تنحيتي لأنهم يخططون لأن تكون مصر كوريا الثانية من خلال سيطرتهم الديكتاتورية، أما نجيب فهو رجل يمسك النمر من ذيله ويتعين عليه ذلك لأنه لا يجرؤ علي تركه، إنني مسجل في الخارجية البريطانية كأول حاكم في الشرق الأوسط يحذر من المد الشيوعي وخطورته.
مذكرات فاروق
ويكمل فاروق(( لقد رجوت السفير البريطاني لامبسون لكي لا يجبرنا علي فتح سفارة روسية وفي عيوني دموع حقيقية لكنه كان ساخراً متغطرساً كعادته وقال لي: ألا تعلم أن الروس حلفاؤنا في الوقت الذي كان يطلق فيه الطابور الخامس علي من يحاول منا النظر إلي أبعد من قدميه، وهكذا جاء الروس إلي مصر بابتسامتهم وأموالهم السخية . وفي كل أيام السبت كان فقراء المدينة يقفون أمام السفارة في طوابير طويلة ينتظرون نصيبهم من الأطعمة والشاي، ولم يكن ذلك هو ما يوزعونه فقط، فكان يمكن لأي مجموعة من المتهورين والمتمردين بدءاً من الإخوان المسلمين وانتهاءً بدرية شفيق بنت النيل الحصول علي منح نقدية من الروس الطيبين ولم يكن مسموحاً لنا بالاعتراض فالروس حلفاؤنا ))
ويتابع الملك في مذكراته (( وقبل مجيء الروس إلي مصر لم يكن الإخوان المسلمون يشكلون خطراً.. كانوا متعصبين فقراء.. فتغير وضعهم بعد أن ملأ الكرملين جيوبهم بالأموال.. وهكذا انتقلوا من نواصي الشوارع إلي ملكية الصحف ووضعوا جواسيسهم في المواقع العليا وأخيراً انتزعوا السلطة التي طالما تحرقوا شوقاً من أجلها وبدأوا تسديد الدين للشيوعيين، فقد علمت – والكلام لايزال لفاروق – أن محمد نجيب قام بتعيين فتحي رضوان وزيراً لدعايته ومتحدثاً رسمياً باسمه وهو سجين شيوعي سابق، وأنا أعلم أنه حين يقرأ هذا الكلام سيرغي ويزبد وينكر وسيحاول إسكاتي بآلة دعايته السخيفة، والشيوعيون الآن مشغولون بتنفيذ المرحلة الثانية من خطتهم فهم يطالبون بالإطاحة بالعرش من خلال جريدتهم المعارضة، لم أكن لأسمح باصدارها، وقد انضمت إليهم مجلة «بنت النيل» والجريدة الرسمية للإخوان.. وهكذا ينضم الجميع في لحن واحد يصف العائلة المالكة التي يمتد عمرها إلي أكثر من قرن من الزمان بأنها عصابة القتلة اللصوص.. ولست أنا فقط بل كل عائلتي وأجدادي وربما ابني. ))
محمد نجيب يرد
وجاء رد محمد نجيب قويا فكتب يقول (( اختلط الأمر من هول الواقع علي فاروق فوصف رجالي بأنهم من الإخوان المسلمين وهم براء من أي لون سياسي خاص، كما نسي أن العداء معروف بين الإسلام والشيوعية، وبالتالي يصبح من غير المعقول أن يصدق العالم أن سفارة روسيا تمدنا بالأموال، لأننا أيضاً لسنا في حاجة إلي تلك الأموال، مادمنا أغنياء بثروة الإيمان بحقوق الشعب التي أهدرت تحت أقدام النظام الإقطاعي، أما الخوف من حرب كورية ثانية في مصر، فإنني أشفق علي خوفه هذا بالسياسة التي تتبعها حكومتي وهي توفير الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن صالح بدلاً من ترك الشعب علي أبواب السفارة الروسية يستجدون طعامها.. وقد اختار نجيب منهجاً خاصاً في الرد علي فاروق، حيث قال (( ولما كنا في شغل بما هو أهم وأجدي من تتبع كل قصة خيالية ينشرها فاروق استجداء لعطف الدول.. فإننا من أجل الصالح العام سوف نجعل خير رد علي كل قصة كاذبة صالح أعمالنا لأن مصر الآن أولي بأوقاتنا لنوفر لها حياة حرة كريمة في نظام ديمقراطي سليم بدلاً من الاهتمام بالرد علي أكاذيب تكذب نفسها بنفسها.))
ونشرت جريدة اليوم السايع في عددها الصادر يوم الجمعة 18 ابريل 2014 عن الوضع الاجتماعى في مصر (( إن القاهرة كانت المدينة الأولى فى العالم، فى مسابقة أجمل مدن العالم، أما الطليان واليونانيين كانوا يعملون فى مصر جرسونات وحلاقين، ويضيف رواد الصفحة، "الموضة كانت بتنزل فى القاهرة قبل ما بتنزل فى باريس"، "تاكسى القاهرة كان سيارة كاديلاك أمريكى، مصر أقرضت بريطانيا ما يعادل 29 مليار دولار فى الوقت الحالى، ولم تستردها مصر حتى الآن )) . كم نشرت صورة دولة محمود جم رئيس وزراء إيران أثناء استقباله له فى قصر المنتزه فى يونيو 1938 وهو يقوم بتقبيل يد الملك فاروق الأول، ليبرهن على وضع مصر ومكانة حكامها بين الأمم فى ذلك الزمان........ وهناك انجازات كبري تحققت في عهد الملك فاروق ربما لا يعلمها الكثير من ابنائنا الخص سردها على هذا النحو.....
اعمال فاروق الخيرية وانجازاته
عام 1937: تبرع الملك فاروق في اغسطس بمبلغ 4325 جنيها من امواله الخاصة للفقراء والجمعيات الخيرية ، وقد شمل التبرع فقراء القاهرة والاسكندريه ، من خلال ( الجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهره ، جمعية المواساه الإسلامية بالاسكندريه ، وجمعية الاسعاف ، وجمعية التوفيق القبطية ) .
عام 1938: أهدى الملك فاروق مسلمي الصين مئات من الكتب من المكتبة الملكية، وطلب أن توفد الصين 20 طالبا إلي مصر ليتعلمواعلي نفقته الخاصة.وإنشاء الكلية الجوية (مدرسة الطيران العالي بألماظة والتى تحولت إلى كلية الطيران الملكية .وضع حجر الأساس لمبنى نقابة المحامين . تمصير قيادة الجيش. وتوقيع اتفاقية مونتريه لإلغاء الإمتيازات الأجنبية.انضمام مصر إلى عصبة الامم. إنشاء خزان جبل الأولياء في السودان. وانعقاد أول مؤتمر برلماني للبلاد العربية والإسلامية من أجل فلسطين وانشاء جامعة فاروق الأول (الإسكندرية) والتى بدأت ببعض كليات تابعة لجامعة فؤاد الأول (القاهرة) في عام 1938، ثم أصبحت جامعة مستقلة في أغسطس 1942.افتتاح متحف فؤاد الأول الزراعي.
عام 1939: إنشاء وزارة الشؤون الاجتماعية ، وكان اول وزير لها عبد السلام الشاذلى باشا ، وهو اتجاه محمود للحاكم ان يهتم بالشؤون الاجتماعية ،.إنشاء ( الجيش المرابط ) وهى قوات شبه عسكرية لمعاونة الجيش في الدفاع عن البلاد حال تعرضها للخطر .أصدر قانون الضرائب على الأرباح التجارية والصناعية .إنشاء قناطر الدلتا ( محمد على ) .وافتتاح قناطر اسيوط
عام 1940: إنشاء وزراة التموين وكان اول وزير لها صليب باشا سامى .
• عام 1941: إفتتاح مستشفى صيدناوى . وإنشاء مطعم فاروق الخيرى لصرف وجبات مجانية للفقراء من الخاصة الملكية و إفتتاح دار الحكمة .
• 1942: انشاء ديوان المراقبة المتعارف عليه حاليا باسم ( المحاسبة ثم الجهاز المركزى للمحاسبات وانشاء نقابة ممثلى المسرح والسينما ( نقابة المهن التمثيلية ) .وتجديد مسجد المرسي أبو العباس بالإسكندرية . صدور قانون إنصاف الموظفين لزيادة الأجور وتحسين مستوى المعيشة .صدور قانون السلطة القضائية بشأن إستقلال القضاء قانون رقم 66 لسنة 1943.
• 1944: انشاء عيد العلم أو تكريم الخريجين الذى بدا بدعوتهم إلى مائدته للاحتفال بهم في القاهرة اوفى الإسكندرية وزيارة مصانع المحلة الكبرى وافتتاح مصنع الغزل والنسيج يوليه 1944 ، وزيارته لنادى العمال والتبرع بأالف جنية إنشاء المعهد العالى للفنون المسرحية افتتاح مكتبة الاميرة فريال بمصر الجديدة .وتوقيع بروتوكول جامعة الدول العربية ..
• 1945: افتتاح قناطر اسنا .إفتتاح المدينة الجامعية لجامعة فؤاد الأول ( القاهرة ) والتبرع بحوالى مائة وخمسون ألف جنيه لإتمامها .انضمام مصر للأمم المتحدة . انشاء معهدي الدراسات الإسلامية بمدريد والجزائر وتأسيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية .
• 1946: إنشاء مصلحة الشهر العقارى .إنشاء مجلس الدولة .وإنشاء الكلية البحرية .وجلاء القوات البريطانية عن القاهرة . انشاء مجلس لمكافحة الفقر والجهل والمرض.
• 1947: مشروع كهرباء خزان أسوان .إنشاء مصلحة الأرصاد الجوية .إنشاء مجمع محاكم الجلاء .إنشاء سوق روض الفرج . إسباغ الحماية على الامير عبد الكريم الخطابى ومنحه حق اللجوء السياسى .وإرسال رسالة من القمح والاغذية لمواطنى تونس مساعدة لهم في المحنة التى نزلت بهم .
• 1948: انشاء مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية .إفتتاح دار فاروق الاول لرعاية اطفال العمال بالمحله الكبرى .وبدء مشروع الإصلاح الزراعى بتوزيع الملك الأرض على الفلاحين في قرية كفر سعد بدمياط حيث أُعطيت كل أسرة ( 600 أسرة ) خمسة أفدنة من أراضي الدولة المستصلحة دون المساس بحقوق وملكيات ملاك الأراضى الآخرين .
• 1949: إنتهاء العمل بنظام المحاكم المختلطة طبقا لإتفاقية مونتريه ، وتطبيق القانون المصري على جميع المقيمين على أرض مصر .صدور قانون محاكمة الوزراء .وصدور قانون الكسب غير المشروع ( من أين لك هذا ).وتوقيع إتفاق للوحدة مع سوريا
• 1950: إنشاء مصلحة ودار سك النقود .إنشاء وزارة الشئون البلدية والقروية ( الإدارة المحلية ) . وإنشاء وزارة الاقتصاد .إنشاء معهد فؤاد الاول لبحوث الصحراء .إنشاء جامعة إبراهيم باشا ( عين شمس )
• 1951: انشاء مشروع فاروق لإسكان الفقراء .و بدء برنامج الصواريخ المصري وبدء إنشاء المصانع الحربية. مجانية التعليم قبل الجامعى . وإفتتاح نادى القضاة .إفتتاح قناطر إدفينا .إجراء التجارب الأولى لدخول التليفزيون .و انشاء مجمع التحرير سنة 1951 وتكلف حوالى مليون ومائتى الف جنية .الغاء معاهدة 1936 .انتاج اول طائرة تدريب مصرية بمحركات توربينية
• 1952: بدء حفر ترعة النوبارية .إفتتاح بنك القاهرة . إنشاء المجلس الأعلى للبحوث العلمية والصناعية ( المركز القومى للبحوث فيما بعد ) .إنشاء ديوان الموظفين ( الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة فيما بعد ) .
• إنشاء مدينة فاروق الاول للبعوث الإسلامية .وإفتتاح مبنى الغرف التجارية ( إتحاد الغرف التجارية فيما بعد ) في 15 مايو ، وكان آخر مناسبة رسمية شارك فيها الملك قبل أن يغادر مصر .
فوضي وفساد واغتيالات
وعلى هذا لكي نكون منصفين لا يجب ان انهي حديثي عن فاروق بذكر اعماله وحسناته فقط وكأنه ملاكاً فلم يخلو عهده من السيئات والسلبيات فيكفي ظاهرة الاقطاع واحتكار رؤوس الاموال وحالة الفوضى والفساد والاغتيالات التي عاشتها البلاد خاصة في فترة الاربعينات ويتحمل وزرها تشكيل الحرس الحديدي الذي امر فاروق بتشكيله لتصفية معارضيه وضم اليه قيادات من الجيش منهم انور السادات كما جاء على لسان الفريق سعد الدين الشاذلي ومن اشهر هذه الحوادث اغتيال امين عثمان وحسن البنا مرشد الاخوان ومحاولة اغتيال مصطفى النحاس .
ولقد تميزت التنظيمات المسلحة قبل 1952 بوجود علاقات ترابط، حتي أن السادات نفسه يعترف صراحة في كتابه (البحث عن الذات) بضلوعه في اغتيال أمين عثمان ومشاركة تنظيم الحرس الحديدي في المحاولة الثانية لاغتيال النحاس باشا، كما يذكر إبراهيم كامل في مذكراته انه كان عضوا بمجموعة وطنية لتصفية السياسيين الموالين للانجليز وكان السادات عضوا بها.
واعتقد انني قدمت قاصداً جزءا من الجانب المضئ لفاروق اكثر من الجانب المظلم الذي تعودنا عليه ويعرفه اغلب الناس ربما لان الكثيرين لا يعلمون شيئا منها على عكس مساوئ حكمه.. وان كان فاروق تعرض لظلم التاريخ فان هناك رجلا اخر من رجال ثورة يوليو غُيب بفعل فاعل عن المشهد المصري فناله الاهمال وعدم الذكر الا وهو اللواء محمد نجيب ....اول رئيس لمصر الجمهورية اتناوله معكم في الحلقة القادمة ....

تعليقات
إرسال تعليق