معركة الكرامة اول نصر عربي عسكري علي قوات الاحتلال الاسرائيلي . بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

الزمان : 21 مارس 1968.... المكان : غور نهر الاردن وقرية الكرامة..

بينما كنا نعيش لحظات الانكسار ومر الهزيمة جاءت حرب الاستنزاف لتعيد الدماء الي عروقها وتحيي الامل من جديد وتزامن مع البطولات المصرية في ايلات وراس العش اول نصر عسكري عربي حاسم علي قوات الاحتلال التي احتلت في حرب 67 سيناء من مصر والجولان من سوريه والضفة الغربية لنهر الاردن ..

كان الموعد مع نشامي الاردن والفدائيين في قرية الكرامة علي الجزء الشرقي من نهر الاردن او مايعرف بغور الاردن الذي يمثل 95% من الموارد الزراعية الاردنية ففي صباح يوم 21 مارس عام 1968 هاجمت اسرائيل منطقة غور نهر الاردن عبر ثلاث محاور مستخدمة المدفعية الثقيلة والدبابات والعربات المجنزرة والطائرات بقوات اللواء المدرع السابع ولواء للمظليين ولواء للمشاة وخمس كتائب مدفعية وعشرون طائرة هليكوبتر لنقل المظليين لكنها رغم ذلك فشلت في التقدم امام كتائب الجيش الاردني والمقاومة الفلسطينية وخسرت اسرائيل خسائر فادحة في الارواح والمعدات في معركة استغرقت اكثر من ستة عشرة ساعة علي طول الجبهة الاردنية

 وكانت الخسائر نحو 255 قتيلا و450 جريح وتدمير 88 اليه عبارة عن 27دبابة و 18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن وسقوط طائرة واحدة وقد عرض الاردن هذه الخسائر في الساحة الهاشمية امام الجميع بينما اشتهد من الجانب الاردني نحو 88 جنديا وجرح 108 من الافراد ودمرت 13 دبابة و39 اليه مختلفة ومن الجانب الفلسطيني استشهد نحو95 وجرح 200 علي الاكثر ..

وكانت تلك المرة الاولي التي تطالب فيها اسرائيل بوقف اطلاق النار ورفض الارد ن علي لسان الملك الحسين وقف اطلاق النار مادام هناك جنديا اسرائيليا علي ارض الغور وقال في خطابه للجيش والشعب الاردني (( قد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة منعطفاً هاماً في حياتنا ذلك أنها هزت بعنف أسطورة القوات الإسرائيلية كل ذلك بفضل إيمانكم وبفضل ما قمتم به من جهد وما حققتم من تنظيم حيث أعدتم إحكام حقوقكم واجدتم استخدام السلاح الذي وضع في أيديكم وطبقتم الجديد من الأساليب والحديث من الخطط وإنني لعلى يقين بأن هذا البلد سيبقى منطلقاً للتحرير ودرعاً للصمود وموئلاً للنضال والمناضلين يحمى بسواعدهم ويذاد عنه بأرواحهم وإلى النصر في يوم الكرامة الكبرى والله معكم ))..

كانت تلك لمحة سريعة لنموذج افتقدناه كعرب وهو الكرامة التي امتلكناها رغم مرارة الهزيمة ورغم الانكسار العسكري كانت الراس مرفوعة والهامة شابة والحماسه ملتهبه حتي جاء نصر اكتوبر العظيم لكننا من بعده اكتشفنا اننا لا ننهزم في الحرب فقط لاننا لا ننحني مهما خسرنا فعادوا يمزقونا بلا سلاح وبلا قتال .. فهل نحن حقا احرار ؟


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ممثـلة .. قصة قصيرة ..بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

مراحل خلق الانسان في القرآن الكريم .. بقلم دكتورة جمانة قباني إخصائية أمراض النساء والتوليد

إلى الذين يتحدثون عن أزمة المسرح . بقلم د يسري عبد الغني