كتاب من يؤرخ لمصر تأليف المؤرخ والشاعر طارق فريد ...
بعد حالة كبت وقهر من اعلام مقروء ومسموع ومرئي واشياء كثيرة لا دخل لنا فيها قررت ان اكون شاهدا على العصر عبر هذا الكتاب ( من يؤرخ لمصر؟؟ ) وكنت قد بدات بالفعل في الكتابة والتدوين عن فترات معاصرة عايشتها داخل مصر وخارجها وبعيدا عن السياسة الكتاب يتناول الاحداث التي يفترض انها تاريخية وأعرضها لكم بكل امانة ومصداقية دون انتماء حزبي اوسياسي او تعصب ديني كما وانها تفرض علي امانة الدراسة والرسالة لكي تكون مرجعا للاجيال القادمة بلا ضبابية او تشويه او تزييف للحقائق .. اللهم وفقني واياكم ..
عندما تستوعب حكومات الأنظمة الشعوب تدين لها الشعوب بالولاء والطاعة .....
من اقوال بعض الرحاله الاوروبيين ( اذا اردت ان تشاهد حداثة باريس وسحر فيينا وعراقة اسطنبول ، فأذهب الى القاهرة
سيظل التاريخ يذكر ان مصر كانت فى طليعة الامم المتحضرة التى عرفت وطبقت نظام المشاركة فى الحكم من خلال مجالس للوزارات تعتبر على قمة السلطة التنفيذية فى البلاد حيث انشىء اول مجلس للنظار فى عهد الخديوى اسماعيل فى 28 اغسطس سنة 1878 وكان برئاسة نوبار باشا ، وظل رؤساء الوزارات يتناوبون الحكم منذ ذلك التاريخ حتى الان ، لقد شغل العديد منهم وعلى مختلف العهود التى مرت بمصر هذا المنصب ، ورغم ان بعضهم استمر بالحكم مايزيد على 13 سنة كاملة ، والبعض الاخر لم يمكث غير ساعات ... الا ان الامر الذى لاشك فيه انهم جميعا تركوا بصمات شاركت فى صنع تاريخ مصر الحديث ... وساهمت الى حد كبير فى وضع اسس وارساء قواعد الحكم ) ... السيد كمال حسن على رئيس مجلس الوزراء الاسبق فى كلمة له فى كتاب ( اسرار مجلس الوزراء ) للكاتب كامل مرسى
إن الإخوان لم يدركوا حقيقة أولية هي إذا ما خرج الجيش من ثكناته فإنه حتما سيطيح بكل القوى السياسية و المدنية , ليصبح هو القوة الوحيدة في البلد , و أنه لا يفرق في هذه الحالة بين وفدي و سعدي و لا بين إخواني و شيوعي , وأن كل قوة سياسية عليها أن تلعب دورها مع القيادة العسكرية ثم يقضى عليها .. لكن .. لا الإخوان عرفوا هذا الدرس و لا غيرهم استوعبه .. و دفع الجميع الثمن. ( محمد نجيب في كتابه كنت رئيسا لمصر)
الأغلبية الان ماتزال تعيش على منطق مات الملك عاش الملك ...
من يؤرخ لمصر؟
علم التاريخ هو دراسة لمجموعة الحقائق وتتبع
احداثها في الماضي والحاضر، وتفسيرها ايضا في الماضي والحاضر والمستقبل فمنهج
البحث التاريخي كما درسنا في مناهج البحث هو مجموعة الطرق و التقنيات التي يتبعها
الباحث و المؤرخ للوصول إلى الحقيقة التاريخية، و إعادة بناء الماضي بكل وقائعه و
زواياه ، فالمنهج التاريخي يحتاج إلى ثقافة واعية و تتبع دقيق بحركة الزمن التي
تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على النص التاريخي ، لذا نرى كثير من المراجع
التاريخية تستند الي المصادر ثم تختلف معها في منهجها وتقييمها وهو امر اعتيادي لا
مضار منه اذا استند على حقائق او رؤية درست بعنايه ولم تخالف جموح المؤرخين.
إن وجود هذه الحقائق والوثائق بين أيدي هذا المؤرخ أو
ذاك لا يضمن الاتفاق بين المؤرخين على تأويلها نفس التأويل لأن لكل مؤرخ وجهة نظره
ودوافعه، لهذا فالمؤرخ هو من يتخذ القرار المسبق في عملية ترتيب النصوص والوثائق
التي تخدم وجهة نظره، لهذا لا يمكن أن نضمن اتفاقا بين المؤرخين المحدثين على حدث
معين ، فلكل فكره ومعتقداته وتأويله وتحليله ومصالحه لهذا عند تحليل النصوص التاريخية لا بد من
الوقوف على علاقة المؤرخ بالوثائق والحقائق التي يملكها بين يديه وكذلك مقارنتها
بالموقف السياسي لكاتب الوثيقة وعلاقته بعصره , واصدق العلماء من كان بلا تعصب
ديني او عرقي او انتماء حزبي او سياسي .
انحياز المحدثين من كاتبي التاريخ
ويجب إعطاء الأهمية الأولية للسياق التاريخي لتأويل
النصوص لان هناك وثائق تعبر عن انحياز كامل للمرحلة التي كتبت فيها ، لهذا فبعض
الوثائق التاريخية لا تعبرعن حقيقة مايجري من أحداث لهذا وجب التركيز على قراءة
النص التاريخي ونقده لان هناك كتابات لمؤرخين سيطرت عليهم الإيديولوجيات السياسية
السائدة أتناء تلك الفترة. خاصة بعد رحيل كبار المؤرخين امثال المسعودي وابن اياس
والمقريزي والسيوطي وابن تغرباردي والطبري
والجبرتي والرافعي وغيرهم ومع ظهور الحركات القومية وتشعب العالم الي دول
صغيرة تتوق الي الحريات وملاحقة ركب الحضارة ودول كبري مهيمنة وعرقية وعنصرية صارت
كتابة التاريخ وتأريخه تحزو حزو مسار واهداف زعماء تلك الدول فظهر عامل التسييس وهذا ينبطق على شخصيات كثيرة شابهها التشويش
والتشويه المتعمد على فترات متباعدة عبر
العصور امثال الخليفة هارون الرشيد وجمال
الدين الافغاني وعبد الناصر وصدام حسين والسادات ومبارك وكذلك فترة الملكية في مصر
وخاصة الملك فاروق كانت من ابرز التدوينات التاريخية المتناقضة وقد تجلت لغة
الارتزاق من التحليل السياسي والكتابة الاعلامية التاريخية في اثناء حرب الخليج
الاولى والثانية و حتى بعد سقوط مبارك وفترة حكم الاخوان حتى ظهر مصطلح تسيس الدين
لخدمة الدولة ليطفو على المفهوم الاشهر في عهد السادات( لاسياسة في الدين ولا دين
بالسياسة .
إن الحقائق والوثائق ليست في حد ذاتها تاريخا، وان الاعلام السياسي لا يقدم
كل الحقيقة ولا يقدم شهادة تاريخية وإنما
هي شهادة تشهد على جزء من اللحظة التاريخية وقد تكون هذه الشهادة مزيفة، ولذا
ينبغي مقارنتها بشهادات أخرى بهدف الوصول للحقيقة لان الحقائق التاريخية لمرحلة
معينة تخضع دائما للتعديل، وكذلك لحذف بعض عناصرها بسبب المصالح، أو بغية إخفاء ما
لا يتلاءم مع الفاعلين في التاريخ ، لهذا وجب على المؤرخ وهو يدون كتاباته
التاريخية أن يتعامل مع النصوص والوثائق بحياد، وان يبحث في علاقة تلك النصوص
بأصحابها لتوفير بعض الموضوعية وان يبتعد عن الذاتية التي تجعل من وثائقه زيفا
وبهتاناً يضاف الي هموم الامة .. ( الي اللقاء في الحلقة الثانية )

تعليقات
إرسال تعليق