مواقف ترتج لها سنوات العمر .. بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد
مواقف ترتج لها سنوات العمر .. بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد
حين تقف علي غُسل ميت خاصة اذا كان من ذوي القربي او المقربين لرحلة عمرك الصورة مذهلة تخطف الدنيا من أبصارك وتبقي كل حواسك معلقة بما ترى من كنت يوما له قريبا او كان منك حبببا . تستضعف نفسك تشعر بدونيتك وربما تستحقرها امام جشعها ولهثها وراء مباهج دنيتك رحلة عمرك عمرك وذكرياتك يختزلها هذا المشهد الحتمي وربما يكون الوحيد من حيث الحقيقة والواقع قد ترتجف دواخلك لكنك تتقمص التقوي وذروة الايمان لساعات فقط لتعود تلهث من جديد .. لكنه ليس تناقضا او شيئا مذموما فتلك طبيعة الحياة فلست الأسوأ كما تعتقد لكنها جاذبية الحياة الدنيا .حركة وعمل. وليل ونهار. مال وبنون. نساء وحب وجمال .مسؤولية ورفاهية .صحة ومرض. فقر ورغد راحة وكد وشقاء . عطاء ونبت وغرس وحصد ..
ومن كل هذا تبقي الأعمال الصالحات ليس شرطا صلاتك فهي لله اعلم بها لكنه عملك فليس الدين كله صلاتك فهي عمود الدين حقا لكن ان صلحت وتقبلها منك ربك فعطفك على الفقير عبادة وزرع بسمة في وجوه عابسة وتبسمك في وجه اخيك عبادة. زرع شجرة او نبته عبادة. قلبك اللين ورفقك بالناس عبادة . علمك وتسخيره لخدمة البشرية عبادة حبك وتفانيك واخلاصك بالعمل عبادة .حبك وروح السلام داخلك وصبرك علي بلاءك وتحملك للشدائد وتسامحك مع من خذلك عبادة .. تواضعك لله وللناس عبادة فلا تتكبر أو يغُرك علمك فتصبح عالما مريضا بالأنا حتى لاينفُر منك الجاهل قبل العالم .. صغيرة هي الدنيا لكنها تستحوذ علينا بمغرياتها الكثيرة .فاحرص على ترك اثر لك يذكُرك من خلاله الناس بالخير والثواب ... أسال الله لي ولكم حُسن الثواب وحُسن الخاتمة ...
تعليقات
إرسال تعليق