رحم الله الذوق الرفيع ..حمو بيكا وشطة ( يالا ياقطة نطي نطة ) بقلم الأديب والشاعر / طارق فريد...


لامني الناس حين قلت ان الجيل قد فسد وان الذوق العام انحط الي أسفل الدرك في الوحل والطين وعاتبني المُطبلين والمُزمرين حين قلت ان قطاع التعليم والاعلام مسؤول بالدرجة الاولي عن تدني الاخلاق والقيم السلوكية والدينية وانحدار الذوق العام . حدث كل هذا عندما غابت التربية من المدارس فأصبح التعليم هشا يضر اكثر مما يفيد والمسألة هنا ليست وليدة الفقر والمشاكل الاقتصادية بقدر ماهي وليدة الاهمال وتعمد ايذاء الاجيال وشغلهم بما يعود عليهم بهدم مستقبلهم وخراب بلادهم ..
عاتبني الناس حين شبهت هذا الخطر بانه اخطر من داعش نفسها لانه بالاساس يفترض ان يكون هذا الجيل بفكره وعلمه وثقافته حائط سد منيع لكل فكرة او عمل ارهابي يهاجم حدود بلادي وأتذكر هنا مقولة سنوسرت الثالث حين كتب على احدي لوحاته بالجندل الثاني هذه (حدود بلادي فمن يحافظ عليها ويحميها فهو ولدي ومن يهُملها فليس بولدي ولا من ابنائي) وعلي ذلك فكل عمل هابط هو بالاحري معول هدم وتخريب في العمود الفقري لكيان الدولة الا وهو الشباب فالارهاب يمكن رؤيته ومحاصرته وحربه على عكس القيم السلوكيه والاخلاقية والفكر والذوق العام ..

كذلك انا لم اسمع حمو بيكا فالاسم نفسه يدل على صاحبه الذي اقتحمت سيرته الصحف وقدمته على انه فنان شعبي له الملايين من العشاق والمستمعين ومعه منافسا له مدعو اخر يدعي (مجدي شطة) ولكني هنا هذه المرة لا أسأل المؤسسات التعليمية والثقافية التي اخرجت هذا الذوق المنحل من انواع الفن والطرب بل اتوجه مباشرة الي هذا الجيل الذي تعدي عشرات الملايين هل انتم حماة مصر؟ وهل انتم ابناء مصر المستقبل ؟ بل هل انتم رجال .ربما تكونوا ابرياء واللوم على من قام بتربيتكم من اوليائكم وانا على يقين ان من بين هؤلاء ايضا نخبة كبيرة من ابناء رجال الاعمال واصحاب المهن الحرة والحرفيين لكن المحزن ان يكون بينهم فئات جامعية ينتمون لأسر تربوية وقد وجهت حديثي لأحدهم فصدمني بقوله انه لم يعد قادرا على السيطرة على سلوكيات ابناءه فهم يعتبرونها حرية شخصية كالملبس والمشرب والماكل وان هذا الجيل يتهمنا بالرجعية والتخلف بل يندهشون كيف نستطيع ونحتمل الاستماع لام كلثوم مثلا او عبد الحليم ؟ ما جرى لجينات مجتمعنا الثقافية والفكرية والعلمية لم يكن وليد الصدفة بل كان مرتبا له وللاسف لا يتبع نظرية المؤامرة فقط بل بايادي داخلية وليست خارجية...

فلا تستغرب حين تجد ايادي جاهلة تولت منصبا فنشرت فساد عقلها وفكرها وثقافتها ورؤيتها الفاشلة فغيبت دور الرقابة والمصنفات وقدمت اعلاميين لا يجيدون حتى اللغة العربية وقواعدها وقدمتهم كنجوم ومقدمي برامج ربحية .. لن تستغرب حين تشاهد لاعب كرة او رياضي او ممثلة يقدم برنامجا سياسيا . ولا تستغرب خين تري راقصة تتحدث وتقدم رؤيتها الدينية او شيخا يطلع عليك ليغني لنا اغنية لام كلثوم . لا تستغرب حين تسمع فتوي لارضاع المراة لزميلها بالعمل او بشرعية نكاح الرجل للبهيمة او لزوجته المتوفية او ان المراة ليست مكلفة برعاية بيتها وزوجها وانما تفعل ذلك من باب الكرم فقط..

لا تستغرب حين يصدر قانون بحبس المعلم لاعتداءه بالضرب علي طالب قليل الأدب فلا تستغرب من اعتداء الطالب على المعلم ..لا تستغرب من طبيب بعيادته رفع كشفه الي 800ج لا تستغرب من مافيا الدروس الخصوصية او من سلوكيات الشارع المصري بين التكاتك وسائقي الميكروباص .. والشواهد والأمثلة بالعشرات ولا اريد ان اطيل وأسهب فيها حتي لا تصاب اكثر بالاشمئزاز ... فقط حين يكون المجتمع هكذا فلن تنصدم حين تستمع لموسيقاه او تشاهد فنونه فو حسرتاه على الزمن الجميل ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ممثـلة .. قصة قصيرة ..بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

مراحل خلق الانسان في القرآن الكريم .. بقلم دكتورة جمانة قباني إخصائية أمراض النساء والتوليد

إلى الذين يتحدثون عن أزمة المسرح . بقلم د يسري عبد الغني