شهادة وفاة. قصة قصيرة بقلم طارق فريد

شهادة وفاة

مريبة وروتينية تلك الحظات الناعمة .. مرت عليها وهي بين احضانه لكنها تفهمه جيدا .. تحبه رغما عنها لكنها بنفس الوقت تكره هذا المخادع الذي تغير وتبدل ومازال يسكن قلبها حتى الان. اشعرها بان مهمتها انتهت وعاد الي يومياته بعيدا عنها بعد ان ادار لها ظهره ..
اقتربت من وسادته ونظرت الي عينيه لتجذبه نحوها وقالت :

الا تدري اني افهمك وافهم الاعيبك وما تخطط له .. انت تريد الايقاع والزواج بتلك المراة لتحقق جموحك وجشعك .. لم اكن اتوقع انك خسيس لهذا الحد .تقبلت نكرانك وجحودك لكنك اغبي ما رأت عيني ..
قاطعها ضاحكا،، يابلهاء انها في سن امي فماذا ساجني منها؟
قالت حتى ردك يحمل الجني والحصاد ويجيب عن ما بداخلك .. تظن انك ستمتلك الشركة بالزواج منها كما فعل قريبك الذي يبحث دائما عن المراة الموسرة فان كنت تتوهم ان تلك هي السعادة التي تبحث عنها انا مستعدة ان اخرج من حياتك لكن فقط اعترف . اعترف انك خائن؟؟

نظر اليها بحنق شديد وقال لها غاضبا توهمي كما تريدين انا لن ارد علي انسانة مريضة بالشك والغيرة العمياء مثلك .

قالت له لست وحدي المريضة.. فكل الذين عرفوك من حولنا ايضا مرضي وانا املك الأدلة على كلامي نحن جميعا مرضي وانت العاقل الوحيد . اليس كذلك!.. لم اعهدك بهذا الغباء منذ زمن وانت تحالف الكذب طوال عهدي بك .. لماذا تكذب ؟

نظر لها في سخرية تعلوها ابتسامة صفراء وباردة كعادته ولم ينبس بكلمة فاقتربت منه اكثر وصوبت كلامها الي عينيه ...
انسيت احاديثك معها على الفيسبوك والواتساب انسيت يوم سمحت لها تتهكم بالحديث عني على صفحتك الشخصية وانت تعرض مشاكلنا وخلافتنا على الاغراب من اصدقائك الذين لا اعرف حتى صفتهم .. انسيت يوم زرتك بالعمل ووقفت على باب شقة الشركة اكثر من ثلاثة دقائق لكي تفتح لي الباب وظهرت مرتبكا معها ولم يكن بالشقة غيركما . هل كل ذلك امرا طبيعيا ؟ وان كان كذلك هل هو طبيعي امام الناس والمجتمع ؟ ام انك بجهلك تحسبني غبية مثلك ؟ انت كشفت نفسك امام الجميع فأعلنت خيانتك جهارا ولوثت سمعتك بينما انا لم ازل احفظ سيرتك وتعلم جيدا اني املك ماضيك السئ وحدي واحفظ عهدي معك .. انا تحديتُ الكثيرين من حولي من اجل الارتباط بك وانتشلتك من الضياع ولا اريد ان اجرحك اكثر من هذا ..

قال لها في سخرية انتي انسانة مريضة بنواقصك ونرجسيتك فلا تحمليني وحدي توابع فشلك ..او تظنين انك اشتريتيني بأموالك لأظل بجانبك .. لقد اهملتييني واهملتي رعايتي ونسيتي حقي كزوج واصبح لك عالمك الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي ايضا .. مثلي تماما ياحبيبتي .. انتي لم تحفظي سري ولم تصوني عهدك كما تدعين بل رحتي تتحدثين عنا وعن اسراري لعائلتك الداني منهم والقاصي يعلم بفضائحنا سويا فلماذ تتباكين الان اذن ؟ ان كنت ارتكبت جريمة فانتي شريكة لي بل انتي المحرضة عليها ...
قاطعته في حدة : انت الذي خان العهد والوعد وذهبت بعيدا عني لتحقق احلامك التي تحاول تحقيقها باوهامك وانت تسير وراء الذين يدمرون حياتك ويخططون لفشلك انت لا انا .. كثيرا ماتبيع المراة نفسها من اجل المال لكن نادرا ما يفعلها الرجال هل تنكر انك سعيت للزواج من اجنبية اكبر منك وكانت تخطط للسفر لها للاستيلاء علي اموالها بعد ان استنزفت كل اموالي يا لجحودك وحقدك .تظن نفسك ذكيا والصحيح انك جاهل.. لكنها غلطتي انا ماكان ينبغي ان ارتبط بانسان دون المستوي ..

قام من فراشه يتلمس طريقا نحو الهروب قائلا في غضب سأترك لك المكان كله واغادره الي غير رجعة .. جذبته من يديه وهو واقف وتنهدت وقالت في يأس .. بدلا من ان تحتويني وترعاني وترعي بيتك واولادك حطمت كل القيم والمعاني ودمرت هذا البيت الذي افنيت عمري من اجل اعداده بما يليق لك ولاولادك اما الان بعد ان نفذت اموالي عليك .. ان لم يكن من اجلي الا يعني اولادك لك شيئا؟
كانت تبكي لدرجة ان دموعها كانت تسيل على وجنتيها بينما هو لا يحرك ساكنا فقط يكتفي بالنظر اليها في برود .لكنها عادت وقالت له في قوة واحتقار ... كان لي حبيب وزوج لكنه مات اما انت فمجرد مسخ لا اعرفك .لا اريد ان اري وجهك القبيح مرة اخري ..
 انتظر منك شهادة وفاتك ....


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ممثـلة .. قصة قصيرة ..بقلم الكاتب والشاعر طارق فريد

مراحل خلق الانسان في القرآن الكريم .. بقلم دكتورة جمانة قباني إخصائية أمراض النساء والتوليد

إلى الذين يتحدثون عن أزمة المسرح . بقلم د يسري عبد الغني